♥ أب سني وأم شيعية | سامحوني أيها البحارنة ♥

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد

بما ان هذه اول مشاركه لي في هذا الملتقى اود ان اجلب لكم هذا الموضوع
.....
....
...
..
.

أني أولا لست بحرانية بل وإني من أب سني وأم شيعية وأنا ولله الحمد شيعية. عائلة أبي عائلة كبيرة من السنة المعروفين في البلد ومنهم شخصيات مشهورة حتى على شاشات التلفاز. وجدت نفسي أكتب هذه الرسالة إلى الشعب البحريني الأصيل بعد أن كان ه...ذا الكلام يتردد بداخلي منذ فترة طويلة ولم أجد بدا من أن أكتمه أكثر من ذلك... بالنسبة لي ولكل من تربى في المدن فإننا تربينا على أن البحارنة وسامحوني على هالكلام ناس متخلفين، حلايل، وفقراء وووو وما يفهمون شي. عندما بدأت أحداث التسعينات، كان جل ما نعرفه عن ثورتكم هو أنكم ناس مخربين تريدون تدمير بلدنا وأنكم تخرجون في مسيرات ومظاهرات لا فائدة منها سوى تشويه سمعة البلد. كبرت وكبرت هذه الفكرة معي حتى تقدم لي رجل بحراني. قوبل بالرفض من قبل عائلتي وخصوصا عائلة أبي. ولكن النصيب كتب علي أن أتزوج هذا الرجل على الرغم من أنني لم أكن أحبه. ولم تتغير نظرتي له ولعائلته حتى بعد الزواج فهم ناس على كد حالهم. بيتهم قديم وهم فقراء وكانت الشجارات بيني وبينه بسبب هذا الأمر كثيرا. ولكن شاء الله بعد 10 سنوات من الزواج أن أبدأ أخيرا بمعرفة هذا الشعب البحراني.. بحكم عملي فأنا محاطة بمجتمع سني بحت. وبحكم سكني فأنا في قرية شيعية... وبعد أحداث البحرين الأخيرة، بدأت تتوضح أمامي الكثير من الأمور.. أصبحت أقارن بين المجتمعين... رأيت الشباب بعمر الورد وهم يقفون أمام الدبابات بصدورهم العارية، ورأيت اصرارهم على الثبات على الرغم من كل ما تعرضوا له، ورأيت تمسكهم بدينهم وسط أصعب الأمور ورأيت علامات السجود تنير وجوههم المرهقة والهزيلة، ورأيت شباباً يصلي في المساجد التي هدمت دون خوف من مداهمته من قوات الشغب في أي لحظة، ورأيت وسمعت صوت طلقات النار في سترة يوم المجزرة، ورأيت الظلم الذي يقع عليهم لمجرد أنهم شيعة علي، و رأيت كيف هي غيرتهم على نسائهم، بل و أدركت أنهم أكثر الناس تفهما وتعقلا، بل هم حملة الشهادات العليا، وهم الذين يديرون الكثير من المؤسسات والأعمال، رأيت بسالة لم أر مثلها في حياتي... بل وحتى نساؤكم رجال... أنا أغبط هؤلاء الأمهات اللواتي ربين شباباً بهذه البسالة ... أمهات أقل ما يمكن أن يقال عنهن أنهن زينبيات بمعنى الكلمة ... لقد قدمن أبناءهن في سبيل بلادهن.. لقد ضحين بالشباب الذي في عمر الزهور من أجلي ومن أجل أبنائي ومن أجل شعب البحرين الذي يوجد فيه الكثير ممن لا يستحق هذه الدماء الطاهرة. هنا أيها الشعب البحراني الأصيل،،، أعلنها لكم .. أصبحت اليوم أفتخر بأن أبنائي تجري في عروقهم دماء البحارنة.. أصبحت أفتخر أنني شيعية لمجرد أنني أنتمي لمذهبكم.. أصبحت أفتخر بكم.. أصبحت أدعو لكم في كل صلواتي... أصبحت أتابع أخباركم في جميع قنوات الاتصال... أصبحت أدافع عنكم أمام كل من أعرفه حتى السنة الذين ينتمي إليهم والدي.. أصبحت أعرف اليوم ماذا كان يجري في التسعينات.. أصبحت أحبكم... أصبحت لا أستطيع النوم ليلاً قبل الدعاء لكم.. امضوا أيها الشباب فليوفقكم الله ويحفظكم بحفظه ورعايته.. فوالله ما أنتم عليه هو الحق.. ولا ذرة شك لدي بعدما رأيت إصراركم.. تباً لكل من يشكك في انتمائكم ووطنيتكم.. بل أنتم الوطن نفسه... أنا أقول هنا .. هنيئاً لك يا بحرين بشعبك هذا..

مشكوور بارك الله فيك